تأثير تطبيق ديمقراطية ذات سمات غربية على الحياة السياسية في الشرق الأوسط

تعاني دول الشرق الأوسط في الوقت الحالي من تأزُّم وضع الديمقراطية، فلا يوجد حتى اليوم نموذج ديمقراطي مستقر في الشرق الأوسط يمكن أن يُقدَّم باعتباره مثالاً يُحتذى به عالمياً، حيث تتسم الديمقراطيات الشرق أوسطية بالمناورة والالتفاف على قواعد الديمقراطية مما يؤدي إلى ظهور ديمقراطيات شكلية، توفر منافسة سياسية غير حقيقية لا تعبر عن طموحات الشعوب النهضوية، كما تسيطر عليها نزعات سياسية تتصف بالكراهية والعنصرية والاستحواذ على السلطة. من هذا المنطلق تبحث هذه الدراسة تأثير استيراد وتطبيق الديمقراطية ذات السمات الغربية على الحياة السياسية في الشرق الأوسط، وتجادل الدراسة بالحاجة إلى وضع نظام ديمقراطي خاص بالشرق الأوسط يتناسب مع ثقافة دوله وظروفها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يتشكل هذا البحث من عدة محاور، المحور الأول يستعرض تعريف الديمقراطية ومدى الثبات المفاهيمي له، والمحور الثاني يحوي تاريخ نشأة الديمقراطية في أثينا القديمة، ثم تنتقل الدراسة إلى المحور الثالث الذي يستعرض الديمقراطية الغربية الحديثة من خلال بحث ظروف نشأتها وتطورها، والمحور الرابع يستكشف نشأة وتشكل الديمقراطية في دول الشرق الأوسط ومن ثم يتوصل إلى وضع الديمقراطية الحالية في الشرق الأوسط، والمحور الخامس يستخلص الفروق بين الديمقراطية الغربية والديمقراطية الشرق أوسطية الحالية، والمحور السادس يقدم آليات مقترحة تضمن تطبيق الديمقراطية في إطار من الخصوصية والظروف الشرق أوسطية الآنية بحيث تتناسب مع شعوب المنطقة وجغرافيتها وثقافاتها.

Advertisements

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *