مؤتمر المركز الأوربي العلمي الدولي الرابع:

تمهيد:

يشكل الماء عنصر الحياة الأهم، ومصدرها الأساسي، حيث مهد الحضارات الأولى على ضفاف دجلة والفرات والنيل، ارتباط الماء بحياة الانسان كمصدر للشرب والزراعة ولحياة الحيونات التي يحتاجها الفرد والمجتمع، ووسيلة للنظافة. كما تجلت أهمية الماء في ارتباطه بعدة تصورات أسطورية وتمثلات دينية، اذ لا يكاد يخلو أي معتقد ديني من تقديس للماء وايلاءه مكانة متميزة.

ومع تطور الحضارة البشرية وتطوير الصناعات التي كان لها الأثر الكبير في احداث تغييرات مناخية أثرت على توازنات الكوكب الطبيعية، وانعكس ذلك واضحا من خلال ارتفاع دراجات الحرارة والذي أدى الى انخفاض معدلات الامطار، وزيادة نسبة التبخر. عوامل انعكست سلبا وأدت لتقليل منسوب الأنهار وزيادة معدلات الجفاف والتصحر، كما ان ارتفاع منسوب البحار بسبب ذوبان الجليد أثر وسيؤثر مستقبلا سلبا على المناطق الساحلية.

أزمه المياه الحالية والمستقبلية ستؤثر على مئات الملايين من ساكنة الكوكب، حيث ستنخفض حصة الفرد من المياه الصالحة للشرب وستؤدي التغييرات المناخية وأزمة المياه لعواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة، هذه الأزمة المتصاعدة تقابلها سياسات محلية وعالمية لا تأخذ بعين الاعتبار هذه المخاطر الجدية. ولعل الأخطر من ذلك ان اللامبالاة بهذه المخاطر وعدم وضع سياسات وخطط استارتيجية تحد من تداعياتها سينجر عنه الكثير من الأزمات الطبيعية المهددة للكائنات الحية وللبشرية بأكملها.

في إطار التوعية بهذه المخاطر وضمن الجهود الاستباقية للتقليل من مخاطرها والتنبيه لها يعقد هذا المؤتمر لتناول عدد من القضايا المتعلقة بهذا الأمر. حيث سيتناول دراسة التغييرات المناخية وأزمة المياه من خلال رؤية عدة حقول معرفية تجمع علم التغييرات المناخية والقانون والسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والاعلام وعلم الاجتماع.

هذا المشروع الطموح والذي يعد مساهمة من مركزنا في التصدي لهذه المخاطر المناخية، يسعى  لدراسة تحديات ومآلات أزمة المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال حصيلة تجارب وجهود معرفية وأكاديمية لمجموعة من الباحثين من تخصّصات مختلفة للوقوف على طبيعة هذه الازمة، ورصد جميع جوانبها، وتبين الأسباب التي أدت لذلك، والتفكير في سبل وطرق للحد منها حاضرا ومستقبلا.

ويسعى المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط من خلال هذه الخطوة للانخراط ضمن مشروع إنساني توثيقي يتطلع لأن يساهم في التصدي لاحدى أكبر المخاطر التي تواجه دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.